الأمراض غير المعدية ( أكثر الأمراض غير المعدية شيوعا في العالم )

• متى يكون ضغط الدم مرتفعا ؟ 

يبدأ ارتفاع ضغط الدم عندما يصل الضغط 90/140 ويزيد عن ذلك ، ولقد ربطت الدراسات الحديثة بين الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية ، وارتفاع الضغط مما جعل المختصين يراجعون الأرقام الطبيعية للضغط ويحددون الأرقام التي يجب ان يبدأ عندها العلاج والمراقبة 

يحدث ارتفاع الضغط استجابة طبيعية عندما تزداد الحاجة للدم والمواد الغذائية فعند ممارسة التمارين الرياضية يزداد الضغط وتزداد دقات القلب لتأمين الدورة الدموية الكافية بسبب السيطرة المستمرة للدماغ الذي يقوم بإرسال رسائل للجهاز العصبي الذاتي الذي بدوره يعمل على تقلص العضلات الموجودة في جدران الشرايين المغذية او استرخائها ومن ثم يعمل على تنظيم الضغط .
يختلف ضغط الدم الطبيعي باختلاف مستوى التوتر والإجهاد الجسمي فهو يزيد مع الإجهاد والتوتر ويقل بالراحة ولهذا رأى الأطباء ان يطلبوا من مراجعيهم الانتظار مدة 20 دقيقة قبل ان يقيسوا ضغطهم ، وان يأخذوا عدة قراءات للحصول على متوسط ضغط الدم .

• العوامل التي تؤدي الى ارتفاع ضغط الدم 

معظم حالات ارتفاع ضغط الدم مجهولة السبب ولذلك سميت ارتفاع ضغط الدم الاساسي (ما يزيد عن 90%) ، اما النسبة المتبقية من حالات ارتفاع ضغط الدم (10%) فتنتج عن اصابة الجسم بامراض اخرى ولذلك تسمى ارتفاع ضغط الدم الثانوي تذكر منها الامراض الكلوية وامراض الغدد الصماء خصوصا الغدة الكظرية وامراض القلب الصمامية وتضيق الشريان الابهر .
ومن العوامل التي يمكن ان ترفع ضغط الدم ما يأتي :-

1. العمل المتواصل بما في ذلك حضور الاجتماعات والعمل المكتبي
2. التعرض للبرد (وليس حرارة الغرفة).
3. النشاط البدني قبل قياس الضغط.
4. التوتر والانفعال.
5. الألم.
6. تناول الكافيتين ( بعد التوقف أو الانقطاع).
7. التدخين الحاد ( بعد التوقف أو الانقطاع).
8. شرب الكحول.

• ارتفاع ضغط الدم عند رؤيه المعطف الابيض 

يصاب بقلق شديد ما بين 30 – 40 % من المراجعين لقياس ضغط الدم في العيادات او المستشفيات، فيرتفع الضغط لديهم نحو 20/10مم زئبقي اي يزيد الضغط الانقباضي 20 مم زئبقي ، بينما يزيد الضغط الانبساطي 10مم زئبقي ، وذلك مقارنة بقياسات ضغط الدم في منازلهم ولقد وجد ان هذه الظاهرة تحدث عند النساء اكثر من الرجال وفي قياسات الضغط التي يقوم بها الأطباء اكثر من التي تقوم بها الممرضات .

• الأدوية التي تسبب ارتفاع ضغط الدم

الكورتيزون وحبوب منع الحمل وهرمون الإستروجين وهرمون الغدة الدرقية والامفيتامين والكوكائين وقطرات اللنف المستعملة لعلاج الزكام و المعرضون لارتفاع ضغط الدم اللساسي (مجهول السبب) هم :-

1. كبار السن
2. الذين أصيب أحد أبويهم بارتفاع ضغط الدم لوحظ انتشار الضغط في عائلات أكثر من غيرها، ولوحظ أن الأمريكين الأفارقة يصابون أكثر من البيض، وفي سن مبكرة .
3. الذين يتناولون المشروبات الكحولية .
4. الذين يكثرون من تناول ملح الطعام .
5. الذين يقللون من تناول البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم .
6. المصابون بالسمنة.

• اعراض ارتفاع ضغط الدم

عادة ما يتم اكتشاف المرض صدفة عند مراجعة الطبيب لسبب اخر ، ولذلك سمي ارتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت وذلك لان المريض لا يشكو من اي عرض اما اكثر الاعراض المحتملة هي(  الصداع في مؤخرة الرأس عند الاستيقاظ صباحا، واحيانا يكون الصداع خفيفا ، فلا يلتفت له المريض، وقد يشكو بعضهم من دوران او دوخة، واحيانا يشكو بعضهم من مضاعفات المرض كمرض الشرايين القلبية ( الذبحة الصدرية والجلطة القلبية ) ، والجلطة الدماغية وفشل الكلية وتصلب الشرايين في الاطراف ، واعتلال شبكية العين ، وفي بعض الحلات يرتفع الضغط فجاة لدرجة كبيرة بصورة نوبة سميت بارتفاع ضغط الدم الخبيث إذ يصل ضغط الدم لاكثر من 220/ 120مم زئبقي مع اعراض الصداع الشديد ، والغثيان والقيء وتشوش البصر والنزيف من الأنف والطنين في الأذنين وزيادة في دقات القلب واحيانا تشوش ذهني ولا شك ان هذه الحالة تستدعي الإدخال للمستشفى لضبط ارتفاع ضغط الدم والوقاية من مضاعفاته .

• حالة ما قبل ارتفاع ضغط الدم 

وجد ان الذين يبلغ ضغط الدم لديهم 80/120 – 89/139 اكثر استعدادا للإصابة بارتفاع ضغط الدم، ولذلك اطلق عليهم ( حالة ما قبل ارتفاع ضغط الدم) ، وهؤلاء يلزمهم اتخاذ إجراءات وقائية لمنع حدوث ارتفاع ضغط الدم او تأخيره .

• تشخيص ارتفاع ضغط الدم 

يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم إذا كان مرتفعا في 3 قياسات يفصل بينها أسبوع أو أسبوعان فيمكن أن يقيس المريض ضغطه بنفسه 3 مرات يومياً، ثم يعرضها على الطبيب ليدرس القياسات التي سجلها المريض ( ويستحسن أن يقارن المريض جهازه بجهاز الطبيب، بأن يقيس الضغط في وقت واحد بعيادة الطبيب، ويحسب الفرق بينهما لأخذ ذلك بعين الاعتبار)، وفي بعض الحالات يزود المريض بجهاز أوتوماتيكي لقياس الضغط يحمله معه على مدار الساعة لتسجيل ضغط الدم أوتوماتيكياً بهدف التعرف على تغيرات ضغط الدم وعلاقتها بالنشاطات اليومية.

• الفحوصات في حالة تشخيص ارتفاع ضغط الدم

نظرا لما يسببه ارتفاع ضغط الدم من مضاعفات متنوعة يقوم الطبيب بفحص مريضه فحصا كاملا للتأكد من عدم وجود حالة مرضية ادت الى ارتفاع ضغط الدم من جهة ودراسة مضاعفات هذا الارتفاع من جهة اخرى ، وقد يطلب الطبيب فحص البول للتحري عن وجود البروتين فيه الذي قد يشير الى آفة كلوية ( قد تسببت عن ارتفاع الضغط او نتجت عنه ) واختبار سكر الدم لاستبعاد الداء السكري وكذلك اختبار وظائف الكليتين وفحص قمر العين لنفي وجود مضاعفات في شبكية العين وتصوير الصدر لدراسة حجم القلب وكذلك تخطيط القلب الكهربائي (E.C.G) .

• مضاعفات ارتفاع ضغط الدم 

1. ان ارتفاع ضغط الدم في شرايين الجسم يحتم على القلب ان يضخ بقوة اكبر ليتغلب على الضغط في الشرايين وحتى يضمن استمرار جريان الدم فيها مما ينتج عنه تضخم بعضلة البطين الايسر فيزداد سمكها ، ولكن نقل قونها ( بعكس عضلات الجسم الاخرى) وينتج عن ذلك هبوط القلب الأيسر ثم هبوط القلب الايمن ايضا .
2. تشققات وخدوش في بطانة الشرايين تترسب عليها ترسبات دهنية وهذه ضغط الدم اكثر من ذلك ويؤدي في نهاية الامر لتلف الكليتين . 
3. تصلب الشرايين المغذية للدماغ فينتج عن ذلك اما تمزق احد الاوعية وحدوث النزيف الدماغي او تجلط الدم في هذه الأوعية مؤديا للجلطة الدماغية .
4. حدوث تصلب الشرايين المغذية للعين وهذا يؤدي لحدوث نزوف بالشبكية قد يؤدي لفقد البصر . 
5. تصلب الشرايين المغذية للقلب وهذا يؤدي لحدوث الجلطة القلبية .
6. تصلب الشرايين المغذية للكلية وتضييقها، مما ينتج عنه نقص كمية الدم والأوكسجين الذي يصل إليها، فتفرز هرمون الرينين Renin الذي يؤدي لارتفاع ضغط الدم اكثر من ذلك ويؤدي في النهاية الامر لتلف الكليتين .
7. تصلب شرايين الأطراف مما قد ينتج عنه الغرغرينا .

• درجات ارتفاع ضغط الدم

إن أحدث تصنيف لارتفاع ضغط الدم هو تصنيفه لدرجتين: فالدرجة البسيطة هي الدرجه الاولى التي يكون الضغط عندها بين 90/140، 99/159 زئبقي ، اما الدرجة الشديدة فهي الدرجة الثانية التي يكون الضغط عندها 100/160 فأكثر .

• معالجة ارتفاع ضغط الدم

1. إذا كان ضغط الدم بين 80/120 مم زئبقي و 89/139 مم زئبقي ( حالة ما قبل ارتفاع الضغط فيجب مراقبة ضغط الدم وتغيير نظام المعيشة بإنقاص الوزن والقيام بالتمارين الرياضية المناسبة واقلال ملح الطعام والتوقف عن التدخين واتباع حمية غذائية قليلة الدهون وخصوصاا الدهون المشبعة والاكثار من الفواكه والخضار وتناول الحليب ومشتقاته قليلة الدسم .
2. اذا كان ضغط الدم بين 90/140 مم زئبقي و 99/159 مم زئبقي ولا يوجد عوامل خطر اخرى للاصابة بالجلطة القلبية كالسكري والسمنة وارتفاع الكوليسترول ، فيجب مراقبة ضغط الدم وتغيير نظام المعيشة  فاذا فشلت المحاولة او وجدت عوامل خطر اخرى فسيصف الطبيب الدواء المناسب حتى يصل الضغط لأقل من 80/130 مم زئبقي .
3. اذا كان ضغط الدم مرتفعا من 100/160 فاكثر فسيصف الطبيب دواء او اكثر لضبط الضغط .
4. مهما كان اسلوب العلاج سواء بتغيير نمط المعيشة او باستعمال دواء او اكثر فإن علاج ارتفاع الضغط الاساسي يستمر مدى الحياة .

• المجموعات الدوائية لعلاج ارتفاع ضغط الدم 

من المهم اشراك تغيير نمط المعيشة مع العلاج الدوائي وعدم الاعتماد على العلاج الدوائي لوحده اذ لا يوجد علاج يخلو من احتمال حدوث مضاعفات جانبية مما جعل الناس يترددون بمواصلة العلاج واحيانا يتوقفون عن تناول الادوية عكس نصيحة الاطباء فيقعون في الخطا فمن المهم التذكير ان اهمال العلاج يؤدي لمضاعفات اخطر من استعماله ،وقد يصف الطبيب اكثر من دواء واحد بهدف ضبط رتفاع ضغط الدم الى جانب العلاج الدوائي، فقد ينصح الطبيب بإنقاص ملح الطعام في الاكل .
ملاحظة: هناك العديد من المجموعات الدوائية لمعالجة ارتفاع ضغط الدم نذكر منها: المدرات البولية، ومثبطات B، ومثبطات الأنزيم ACE، ومثبطات ألفا، ومثبطات قناة الكالسيوم، وأدوية أخرى من مجموعات متنوعة .

ثانيا : مرض السكري 

هو ارتفاع نسبة السكر في الدم اما بسبب نقص هرمون الأنسولين ( جزئيا او كليا ) ، او يسبب نقص استجابة خلايا الجسم لهذا الهرمون مما يؤدي لارتفاع سكر الدم والانسولين هرمون تفرزه خلايا متخصصة في البنكرياس تسمى خلايا بيتا (B) في الجزء المسمى جزر لانغرهانس ووظيفتة انقاص سكر الدم ، لانه يجعل كل خلية من خلايا الجسم تحصل على ما يلزمها من السكر من مجرى الدم لاستعماله في العمليات الحيوية للخلية للحصول على الطاقة لكي تتمكن من القيام بوظائفها كما يساعد الجسم على خزن السكر الفائض عن حاجته في خلايا الكبد لاستعماله عند الحاجة ، ولقد تم اكتشافه عام 1921م وبقي إلى عام 1980م ينتج من بنكرياس البقر والخنازير وبعدها تم تحضير الانسولين البشري عن طريق التقنية الحيوية الجينية وذلك بإدخال الجين المسؤول عن الانسولين البشري الى الخلايا البكتيرية فأصبحت قادرة على انتاجه بكميات تجارية كبيره .

• التنظيم الطبيعي للسكر في الدم

يبقى مستوى السكر في الدم عند الأشخاص الطبيعين ما بين 65 – 120 ملغ دسل من الدم على الرغم من اوقات الجوع الطويلة او الافراط بتناول الحلويات او الوجبات المتنوعة حيث يفرز الانسولين لمجرى الدم للتعامل مع اي نوع من انواع الطعام حسب المقدار الذي يستحقه من الانسولين فيعمل الأنسولين على ادخال السكر للخلايا وانقاصه من الدم اما في اوقات الجوع وانخفاض سكر الدم فيتوقف افراز الأنسولين وتفرز هرمونات اخرى بدلا منه هي الكورنزول والجلوكاجون وهرمون النمو والادرينالين وهذه تعمل على

اطلاق السكر الى الدم من مخزوناته في خلايا الكبد ومن ثم تزيد من سكر الدم وتمنع من هبوطه وبذلك تحافظ عليه عند المستوى الطبيعي .

• أنواع مرض السكري

يوجد نوعان من مرض السكري هما :- 

1. النوع الأول ( Insulin-Dependent (IDD type 1 ويسمى السكري المعتمد على الأنسولين .
2. النوع الثاني:( 2 Non-Insulin Dependent (NIDD Type ويسمى السكري غير المعتمد على الأنسولين .

أولا: خصائص النوع الاول 
هو مرض مناعي ذاتي يشكل الجسم مضادات ضد خلاياه الذاتية المفرزة للأنسولين (خلايا بيتا) فيدمرها تدريجيا حتى ينعدم افرازها من الأنسولين ويحدث هذا النوع عند الاطفال والشباب قبل سن العشرين ولكنه ممكن الحدوث في اي عمر ، وتوجد قابلية كبيرة لحدوث احد المضاعفات الخطرة المعروفة باسم ( الاحمضاض الخلوني)  ويعالج بالنظام الغذائي والرياضة والانسولين .
ثانيا: خصائص النوع الثاني

هو اكثر الانواع شيوعا ، اذ يشكل 90% من مرض السكري اذ ينقص هرمون الأنسولين او يبقى طبيعيا واحيانا يكون مرتفعا لأن الجسم لا يستطيع استعمال الأنسولين بسبب تعطل مستقبلاته .
يصيب الكبار عادة وخصوصا فوق سن الأربعين وتعد السمنة اهم عامل مسبب له (4/3) المرضى يعانون من السمنة ، ان السبب الوراثي اقوى من النوع الأول الا انه ليس لديه قابلية لحدوث الاحمضاض الخلوني ويعالج بالنظام الغذائي والرياضة ويمكن اضافة الحبوب الخافضة للسكر او الأنسولين ، يمكن ان يتحول النوع الثاني الى النوع الاول وليس العكس .

• مرض السكري الحملي

يحدث هذا النوع من مرض السكري عند بعض الحوامل بسبب افرازات المشيمة لإنزيم يعطل الانسولين وإفراز اللاكتوجين ولكن سرعان ما يعود سكر الدم الى الارقام الطبيعية بعد الولادة على الرغم من ارتفاعه لارقام عالية اثناء الحمل الا ان بعض هؤلاء النساء يستمر المرض لديهن وبعضهم الاخر يتعرضن لمرض السكري في المستقبل ونظرا لما يحمله هذا الأمر من خطورة على الحمل ومجرياته لذا وجب على السيدة الحامل مراجعة طبيبها والتقيد بتعليماته تماما للاستمرار بحملها طبيعيا .

• أعراض المرض السكري

تحدث اعراض النوع الاول من السكري المعتمد على الأنسولين فجأة حيث يشكو المريض من العطش وجفاف الفم وكثرة التبول والقيء ونقص الوزن ( غير المبرر بالحمية) . كما يشكو أيضا من الإجهاد والتعب وتشوش البصر وفي بعض الحالات يحدث فقد الوعي المفاجىء بسبب تراكم كميات كبيرة من الاحماض في الدم ، اما اعراض النوع الثاني ( غير المعتمد على الأنسولين) فهي اعراض النوع الأول نفسها الا انها لا تبدأ فجأة ويضاف اليها ظهور الدمامل الجلدية وعدم التئام الجروح وكثرة الالتهابات الفطرية والإحساس بالخدر والتنميل في اليدين والقدمين وكثرة حدوث الضعف الجنسي عند الرجال والالتهابات المهبلية عند النساء وقد يكون مرض السكري دون اعراض ويكتشف صدفة في سياق فحص روتيني او عند مراجعة الطبيب لسبب اخر .
سبب حدوث زيادة في التبول والعطش عند زيادة سكر الدم فوق المعدل الطبيعي فإن الماء ينسحب من الخلايا الى الدم بحسب الظاهرة الأسموزية وذلك لمحاولة تخفيف تركيز السكر في الدم وهذا يؤدي الزيادة الماء الذي يمر بالكلية فيزداد التبول وتبعا له يزداد العطش ويحصل الجفاف .
سبب حدوث نقص الوزن لا تستطيع خلايا الجسم الحصول على ما يكفيها من السكر لتوليد الطاقة لان دخول السكر اليها يلزمه انسولين ولذلك تلجا الخلايا لاستعمال مخزون الجسم من الدهون وهذا يؤدي لنقص الوزن .

• التشخيص 

يفحص سكر الدم فاذا كان اعلى من 125 ملغ قبل الأكل Fasting  او اعلى من 200 ملغ بعد الاكل دل ذلك على ارتفاع سكر الدم وقد يطلب الطبيب فحصا يسمى اختبار تحمل السكر Glucose Tolerance Test ، ويتم ذلك بفحص الدم على الريق ثم يعطى المريض كمية معلومة من السكر ويجري بعدها تحليل الدم كل نصف ساعة لمدة 3 ساعات المعرفة تغيرات سكر الدم اثناء تلك المدة كما قد يطلب الطبيب اثناءها فحصا للبول ولقد اصبحت اجهزة قياس سكر الدم الشخصية متوافرة ويمكن للمريض ان يقيس سكر دمه بنفسه . 

• التشخيص أثناء الحمل 

يجري فحص سكر الدم على الريق للحوامل جميعا وخصوصا اذا وجدت سوابق عائلية لمرض السكري او مشكلات سابقة تتعلق بالحمل او الجنين كذلك عند السيدات ذوات الوزن الزائد فإذا لم تكن النتيجة طبيعية تماما فإنه يتم فحص السكر بالدم بعد اعطاء 50 جم من السكر للسيدة الحامل ثم فحص السكر بعد ساعة فاذا زاد عن 140 ملغ يتم إجراء اختبار تحمل السكر لمدة ثلاث ساعات وفيما ياتي نتائج اختبار تحمل السكر للحوامل على الريق اقل من 95 ملغ/دسل بعد ساعة أقل من 180 ملغ/دسل ، بعد ساعتين اقل من 155 ملغ/دسل بعد 3 ساعات اقل من 140 ملغ/دسل إذا كانت نتيجتان او اكثر غير طبيعية فيتم تشخيص السكري الحملي  .

• الأطفال ومرض السكري

يصيب مرض السكري الاعمار جميعها بما في ذلك الاطفال وهم غالبا ما يصابون بالنوع الأول ( المعتمد على الأنسولين) وفي بعض الأحيان يصابون بالنوع الثاني (غير المعتمد على الأنسولين وخصوصا الذين يعانون من السمنة .

• مضاعفات السكري 

مضاعفات مرض السكري تشمل كل اجهزة الجسم عموما نذكر منها :- 

1. العيون :- تصاب العين بالاعتلال الشبكي السكري والمياه الزرقاء Glaucoma والمياه البيضاء Cataract لذلك يجب ان يراجع مريض السكري طبيب العيون سنويا ويمكن ان يجري تصويرا للشرايين باستعمال مادة الفلوروسين لتشخيص الاعتلال الشبكي، الذي أصبح علاجه ممكناً باستعمال اشعة الليزر .
2. الكليتان :- تصاب اجهزة الترشيح في الكليتين فيتم اطراح البروتين في البول ولقد اصبح ممكنا تشخيص اصابة الكليتين بإجراء اختبار البروتين في البول المسمى Microalbuminuria ومما لا شك فيه ان ضبط السكر وضبط ضغط الدم واستعمال مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) يمكن ان ياخر اصابة الكليتين ويؤخر الإصابة بالفشل الكلوي .
3. إصابة الشرايين القلبية :- السكري غير المنضبط يمكن ان يساعد على حدوث تصلب الشرايين القلبية وخصوصا اذا ترافق مع عوامل الخطر الاخرى مثال ارتفاع الضغط  والتدخين والكوليسترول المرتفع .
4. الجلطة الدماغية :- يؤدي حدوث تصلب شرايين الدماغ لحدوث الجلطة الدماغية ونزيف الدماغ .
5. إصابة شرايين الأطراف :- تصاب شرايين الاطراف بالتصلب مما يؤدي لحدوث الغرغرينا.
6. الاعتلال العصبي بالأطراف :- ان إصابة اعصاب الأطراف يؤدي اما لفقد الحس او الى الالم والخدر والتنميل نتيجة لإصابة الأوعية الدموية المغذية لهذه الأعصاب بالتصلب.
7. الاعتلال العصبي الذاتي :- تصاب في هذا النوع اعصاب الجهاز الهضمي والجهاز البولي ، فيشكو المريض من القيء والإسهال او الامساك وصعوبة التبول واحيانا الدوار عند الوقوف والضعف الجنسي .
8. إصابة القدمين :- قد تصاب القدمان بالقرحات وذلك بسبب فقد الاحساس او بسبب ضعف الدورة الدموية ثم تتلوث هذه القرحات وتلتهب ولا تلتئم وقد تحدث الغرغرنيا لذلك يجب العناية بجروح القدمين وفحصها باستمرار وعدم تقصير الاظافر تقصيرا شديدا وعدم ارتداء الاحذية الضيقة وذلك منعا لحدوث مثل هذا الاختلاط .
9. كثرة الالتهابات :- نظرا لان كريات الدم البيضاء لا تعمل بكفاءة عالية عند المرضى السكريين لذلك تكثر الالتهابات البكتيرية والفطرية عندهم بما في ذلك التهابات اللثة وتخلخل الاسنان والتهابات الرئة والتهابات المسالك البولية .
10. السبات السكري :- يتعرض الاشخاص الذين يعانون من النوع الأول من السكري الى حالة طارئة تسمى الاحمضاض الكيتوني يسبب نقص الأنسولين مما يؤدي الى ارتفاع السكر المترافق بزيادة الاحماض الكيتونية فيشكو المصاب من غثيان وإقياء والم بطني واضطراب التنفس ثم يشعر بالإعياء والارتباك واخيرا يفقد وعيه وهذه حالة اسعافية خطرة تتطلب العلاج المكثف بالمحاليل الوريدية المناسبة والأنسولين كما يتعرض الاشخاص الذين يعانون من النوع الثاني من السكري غير المعتمد على الأنسولين لحالة تسمى الغيبوبة فوق الأسموزية ، حيث يرتفع سكر الدم ارتفاعا شديدا دون حدوث الاحمضاض وذلك لان نقص الأنسولين هنا يكون نسبياً ، ولذلك لا يحدث الاحمضاض بينما يفقد المريض وعيه ويدخل في مرحلة السبات ، اما اسباب الارتفاع الحاد والمفاجئ لسكر الدم فهي عدم اتباع الحمية وتناول كمية كبيرة من النشويات او السكريات و إهمال تناول العلاج وحدوث التهابات حادة في احد اجهزة الجسم والتوتر والإجهاد النفسي .
11. نقص سكر الدم :- ان المرضى الذين ياخذون جرعات زائدة من الأنسولين او الذين ياخذون الأنسولين دون تناول وجباتهم وكذلك الذين يتناولون الحبوب الخافضة للسكر دون تناول الوجبات والذين يقومون بمجهود عضلي زائد دون تعديل الجرعات الدوائية هؤلاء المرضى يتعرضون لنقص سكر الدم وخصوصا عندما يكون تاثير الأنسولين في قمته فيشكون من الصداع او الدوخة والضعف العام والشعور بالجوع والرجفان والارتعاش باليدين وكذلك حالة من الهياج والتوتر والانفعال المفاجىء مع الشحوب والتعرق و تشوش البصر وهنا يجب على المريض ان يتناول قطعة من الحلوى او اي مشروب محلى بالسكر حتى لا يدخل في غيبوبة نقص السكر القاتلة .

• قواعد علاج السكري

لا يهدف العلاج للشفاء التام ولكنه يهدف ضبط سكر الدم لأقصى حد ممكن لتخفيف اعراضه ومضاعفاته ولهذا كان اهم شخص في الفريق الطبي المعالج هو المريض نفسه فعليه الانتباه للنظام الغذائي وممارسة الرياضة البدنية واستعمال الادوية ومراجعة الطبيب حسب مواعيد منتظمة .

• الأدوية المستعملة لعلاج سكر الدم

1. الأنسولين Insulin :- اكتشف الأنسولين عام 1921م وكان يستخلص من بنكرياس الخنزير او البقر واستمر الحال لعام 1980م ، حيث نجحت الهندسة الوراثية بانتاج الأنسولين البشري الذي قلل من حوادث التحسس وقلل من الجرعات ايضا ويوجد الأنسولين على عده اشكال فمنها قصير المفعول جدا (يسمى لسبرو) الذي يبدا مفعوله اثناء نصف ساعة ويستمر نحوست ساعات ومنها قصير المفعول الذي يبدا مفعوله اثناء ساعتين ويستمر نحو 8 ساعات ومنها متوسط المفعول الذي يبدا مفعوله اثناء 3 ساعات ويستمر 14 ساعة ومنها طويل المفعول الذي يبدا مفعوله اثناء 4 ساعات ويستمر نحو 30 ساعة . ومما يجدر ذكره ان اشكال الأنسولين جميعها تعطى حقنا .
2. الحبوب الخافضة للسكر :-  ويوجد منها انواع عديدة وهي :- ( مركبات السلفونيل يوريا وتعمل على حث البنكرياس على إفراز الأنسولين – مركبات البيجوانيد ومنها مركب واحد هو ميتفورمين ، وهذه تعمل على زيادة ادخال السكر للخلايا وانقاصه من الدم في الأنسجة المحيطية، وبذلك فهي لا تمس البنكرياس الأكار بوز Acarbose يعطل امتصاص المواد الكربوهيدراتية من الأمعاء، وبذلك يمنع ارتفاع السكر الشديد بعد الوجبات ومن ثم يسهم بضبط السكر – مركبات النيازولدين واول مركب منها هو Troglitazone ، وتعمل هذه على تحسين عمل الانسولين الداخلي بإدخال السكر للخلايا وإنقاص سكر الدم .

• حقن الأنسولين Insulin injection 

يعطى الأنسولين حقنا تحت الجلد ولذلك فهي اقل الما من الحقن العضلية وهذا ما يتأكد منه المريض سريعا اما الاماكن التي يحقن فيها فهي جدار البطن الامامي والذراعين العلويين والجهة الخارجية من الفخذين والإليتين والخاصرتين حيث يشد بين اصبعين مساحة قدرها بوصة واحدة ويحقن الأنسولين تحتها ويجب تبديل مواضع الحقن بالتناوب حتى لا يحدث تضخم بالنسيج الشحمي مكان الحقن .

• مريض السكر واثبات الهوية المرضية 

يجب على مريض السكر ان يحمل بطاقة تبين اضافة لاسمه وعنوانه وهاتف طبيبه ورقم ملفه الطبي نوع الأنسولين والجرعة التي يتناولها وعدد الجرعات اليومية، لكي يستطيع طاقم الإسعاف التعرف على حالته وتقديم المساعدة الطبية على نحو افضل عند احتياجه لها .

• الهيموجليويين AIC

اصبح ممكنا الان معرفة معدل ضبط سكر الدم في الاشهر الثلاثة الاخيرة، وذلك بمعايرة ما يسمى الهيملوجين (HbA1C) .

ثالثا : ارتفاع الكوليسترول

ان ارتفاع الكوليسترول اما ان يكون مرضا بحد ذاته وذلك عندما يكون ارتفاعه ناتجا عن خلل وراثي استقلابي ولهذه وضع مع هذه المجموعه من الامراض اوقد يكون عرضا في سياق مرض اخر قصور الغده الدرقية مثلا .
ينتمي الكوليسترول الى مجموعة الدهنيات وقد ارتبط ارتفاعه ارتباطا وثيقا بتصلب الشرايين وامراض شرايين القلب كالذبحة الصدرية والجلطة القلببية ومع ذلك فإن الكوليسترول له فوائد عديدة في الجسم ، حيث يشكل الجزيء الام لتركيب الهرمونات التناسلية المتولدة في الخصية او المبيض او الغدة الكظرية فالمبيض يفرز الاستراديول والبروجسترون والخصية تفرز هرمون التستسترون اما الغدة الكظرية فتفرز الكورتيزون والألدوسترون، والأندروجين ، الى جانب ذلك فإن الكوليسترول مكون رئيس لغشاء الخلية وهو مركب رئيس لإنتاج الأملاح الصفراوية وفيتامين D3 .

• الكوليسترول المفيد HDL والكوليسترول الضار LDL 

يوجد نوعان من الكوليسترول احدهما يرتبط مع الليبوبروتين قليل الكثافة ويرمز له (LDL) وهذه الليبوبروتنيات ينتجها الكبد وهي المسؤولة عن حدوث تصلب الشرايين حيث وجد ان الذين يتناولون طعاما غنيا بالكوليسترول وبالدهون المشبعة فإن الليبوبروتينات قليلة الكثافة التي تحمل جزئيات الكوليسترول تدخل الخلايا المبطنة للشرايين وتترسب فيها مسببة تصلب الشرايين وذلك لأنها تتأكسد وتؤذي الخلايا المبطنة للشرايين ولذلك سمي بالكوليسترول الضار ، اما النوع الثاني من الكوليسترول فهو النوع الذي يرتبط مع الليبوبروتين عالي الكثافة ويرمز له (HDL) وقد سمي بالكوليسترول المفيد ان الكوليسترول المحمول على HDL لا يدخل لجدار الشرايين لانه لا يملك مستقبلات على الخلايا المبطنة لجدار الشرايين ولذلك فهو لا يسهم اطلاقا بحدوث تصلب الشرايين وقد سمي بالكوليسترول المفيد لانه يقوم بنقل الكوليسترول من الخلايا المختلفة، ويحولها الى الكبد بعكس الكوليسترول المحمول على LDL الذي يدخل لجدار الشرايين ويترسب فيها، ولذلك سمي الكوليسترول الضار .

• المقدار الطبيعي للكوليسترول المقدار الطبيعي 

للكوليسترول هو أقل من 200 ملغ/دسل .

• معالجة ارتفاع الكوليسترول 

ان الاغذية الغنية بالكوليسترول او الدهون الحيوانية المشبعة ترفع الكوليسترول الضار (قليل الكثافة) بينما ترفع الاغذية الغنية بالكربوهيدرات مقدار الدهون الثلاثية Triglycerides ، لذلك فإن الخط الأول للعلاج يكمن بتصحيح الغذاء حيث يحتاج الأمر بين 3 – 6 شهور قبل ان يظهر تأثير تصحيح الغذاء ويشمل ذلك تقليل تناول اللحم الاحمر ومشتقات الالبان كاملة الدسم وزيادة الخضار والفاكهة وزيادة تناول الاسماك لذا فإن انقاص الوزن وزيادة التمارين الرياضية يتعدى اثره الى تحسين السكر وتخفيض ارتفاع الضغط اضافة لتحسين صورة دهنيات الدم وغني عن القول ان استعمال الأدوية ليس بديلا عن الحمية الغذائية والرياضة بل مساعدا لها .